Header Ads

تريكة .. دوماً هو البطل!

أبو تريكة كعادته رجل المفاجآت و صاحب الكلمة الأخيرة والعليا، فن يجيده دوماً في ترك الانطباع الأخير يدوم و يدافع عنك مهما أهتز المستوي أو لم تحقق المرجو، كان تريكة هو صاحب الانطباع الأخير دومًا لدي جماهير القلعة الحمراء علي الأخص، المنتخب علي وجه أعم.
إسلام الشاطر في أستوديو تحليلي لمباراة لأسوان بعد ضمان البقاء في الدوري محدثًا أحمد شوبير وموجهاً كلامه لعماد النحاس: "كابتن محسن صالح دائماً كان يجمعني مع سيد معوض والنحاس، ويقول لنا أهم شيء مهما كان مستواك في المباراة أنك تخرج باللقطة الأخيرة، التي تجعل الجمهور يرضى عنك ويرحمك من سكينة النقد و تتفرغ لتقطيع المدرب وقتها، وهذا ما عمله جوزيه لأبو تريكة بالذات".
من يتذكر مباراة الصفاقسي في تونس، يعرف أن أبو تريكة طيلة المباراة لم يقدم شيئا مقنعا للجمهور نظراً للدور الخططي الهام الذي كلفه به جوزيه، ولكن كالكوبرا أطلق أفعوانه السام في أخر أنفاس اللقطة الأخيرة و بالقدم غير المعتادة بارتفاع منخفض و في زاوية مُزينة بالشمع الأحمر، فزين الانتصار بتاج + 90، وأسكت مدينة بأكملها.
كذلك زين اللقطة القتالية في صراع محمد زيدان وسونج، بإسكان الكرة في زاوية مميتة لكاميني، ممسكاً الكأس ومعيدًا له إلى 9 شارع الجبلاية.
بطل يعرف جيدا كيف يستغل جميع إمكانات زملائه، يعلم مثلاً أن سيد معوض جناح أكثر من ظهير فيعطيه الحرية بخلق مثلثات معه في القدم بالقدم، لاعب يعتمد علي المهارة واستخدام العقل في إيجاد التصرف السليم، ويستطيع التصرف بالكرة وإرسال العرضية المتقنة التي تحتاج القوة والتوجيه ولو حتى من "خرم إبرة".
يميل علي الظهير الأيمن أحمد فتحي التلميذ النجيب لمدرسة الاجتهاد، يعطيه الكرة في مساحة لا تقل عن 2*2 متر وأقرب مدافع له يبعد عنه بمسافة تسمح له بالتقاط أنفاسه، فتحي يهدأ و يتروى فيرسل كرة قوية لا تحتاج سوي التوجيه فقط، أما الآن زملاء فتحي يعطونه الكرة عند قدمه ويطلبون منه التصرف، التلميذ النجيب في مدرسة الاجتهاد يخفي سراً بأنه نجح بالرأفة في مادة الإبداع، فيضطر لإرسال كرة عرضية من ربع الملعب، كي تخدم غرضه.
أبو تريكة لا ينظر أبداً لخلفه، الكرة في قدمه تنظر إلي الأمام، والعقل في وجه القدم، يرسلها للمكان المناسب لكل زميل و التي تعطيه الفرصة لظهور أفضل إمكاناته، بركات في مساحة للانطلاق، متعب ليدور بجسده، فلافيو عرضية بحسابات دقيقة أمام مقدمة الجبهة، السعيد في مساحة للعزم قبل التسديد، أسوأ الحلول لتريكة يقدمها هو ألا يعود للخلف، التمرير العرضي حين وجود أزمة بوجه القدم يحل كل شيء!
أبو تريكة هو يونس، ليس اسم يونس، بل هو شخصيته في أغنية منير الشهيرة، قادم من البلاد البعيدة متعطش للعب كرة القدم، يهيم عشقاً في جماهير الأهلي وكذلك هي، لم تفزع الجماهير للخسارة أمام الإسماعيلي بعد 71 لقاء متتاليا بقدر الهلع عند سقوطه أرضاً، تأثر الجميع بعد تقبيله الشارة الخاصة بعبد الوهاب بعد هدفه في الصفاقسي في مرمي الجواشي بالقاهرة، استطاع الوصول لكسرة الحزن الداخلي رغم نشوة الفرح بالهدف.
يعيش كالغريب، يهلع سريعًا لغرفة الملابس بعد انتهاء المباراة، متصالح مع نفسه ومعترف دوماً بأن لا قيمة في معروف قال صاحبه أنا فعلت.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.